كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ عَنْ مَحَلَّةٍ ..
كَتَبْتُ عَنْ أُغْنيَةٍ تُسْمِعُ الدُّنَا والسَّمَاء
وطِفْلٍ مَحْزُونٍ يَطْرَقُ بَابَ اليُتْمِ فِي العَرَاءْ
ونَمْرَدَةُ الوَحْشِ المُحْتَلّ أسْمَيْتُهُ بَـابٌ يُرَى
وكُلّ شَيءٍ وَضَعْتُ لَه اسْم الإِشَارَةِ هُنَاكَ وهُنَا
وكُلّ شَيءٍ هُنَاكَ يَحْكِي حَيَاة
يَحْكِي حَيَاةَ المَوتِ وَالأَنَـا
أوصَلَتْ رِسَالَتِيْ لِـقَومِهِم ؟
أمْ لا زَالَتِ الأَنْفَاقُ
تُحْفَر للآفَاقْ !
أقَرَؤوا رِسَالتَي ؟
أم لا زَالَ كُلّ حَرْفٍ يُسَجّل رَقْمَ الإنْتِظَار
ليسيرَ بالنّفقِ إلى السّفينَة ثمّ إلى القطَار !
أَفَهِمُوا رِسَالتِي ؟
أمْ سَدّوا المَوَانِعَ والأَبْوَاب ..
وأَغْلَقُوا نَوَافِذَ السَّـحَاب ْ!
واعتُقِلَ حَرْفِيْ فِي الحُصُون ..
وادَّعُوا تَسلّلهُ لِـلْجُفُون ْ..!
أوَصَلَـتْ رِسَالتِيْ ؟
أمْ شَكَرُوا خَاطِفِي ..
وقَيّدُوا هَاتِـفِي ..
أوَصَلت رِسَالتِي ؟
أيْنَ الذي قَالَ كَفَى وكَفَى..
وادّعَى مَنْعَ التَّجَوّلِ فِي القَفَى
وأسْكنَ قلَمي في الهُجْرَانِ ونفى ..
صِلَتِيْ بِدمِ المُسْلِمِينَ وَ وَفَـا ..
أيَنَ وَفَاءُ الجُنُونِ ..!
أعَيْبٌ أنْ يَقَرأَ قَلَمِي هَاويْنَ الرَّدى !
بلسَانٍ حدَى
بـ(ويح) و (تباً) وذمٍ شدَا .!
هُمْ أَرْوَاحُهُم
سَكَنُوا عَلَى الخَرَائِطْ
رَسَمُوا شُعُوبُنَا بِأقْلامِهِمْ
بِدَايَتهُمْ قُدْسٌ ونِهَايَتِهمْ سُوْدَان .
بِدَايَتهُم دَارْفُور ونِهَايَتِهِمْ قِسْمَانْ .
بِدَايَتهمْ غَدرٌ ونِهَايتهمْ هُجْرَانْ .
بِدَايتهمْ تَخْطيْطٌ لإسْلامٍ مُهَـان .
ونِهايتهمْ أَصْوَاتٌ عَلَى مَائِدَةِ الحَرْفَان
حَرْفَان ببدئان
" اسْتِفْـتَاءْ ..اسْتِفْتَاءْ .. "
مَنْ يَرْفَع الأَيَادِيْ بِانْقِسَام السُّوْدَان ؟
ثم انقسَام في الجِوَارْ
لِلْأمَانِ انقِسَامْ
ثمَّ إلى أيْنْ ؟
أَوَصَلَتْ رِسَالتي ؟
أمْ سَاعِيْ البَريْدِ قُتِلَ قَبْلَ الوُصُولْ !
وقَطَعُوا وَصْلِيْ بِه فِي الحُقُول ..
وقَرَأُوا خَبَراً عَاجِلاً قَبَلَ الفُصُول ..
قُتِلَ لأنَّه يا مَعْشَرَ قَومِهِمْ ..
يَحْمِلُ رِسَالةً
إرْهَابِيَّةً مِنْ جَهُول ..!
أَوَصَلَتْ رِسَالَتِيْ ؟
أمْ للنِّيَاحِ مَوَاطِن الصِّيَاحْ ..
وَجِدّ قَوْلِيْ يَفْهَمُوهُ مُزَاحْ ..
ولِغَدْرِ الحَرْفِ حِلٌّ مُبَاحْ ..
فَيَزْدَرِؤوا قَائِلُ الوِشَاحْ ..!
أأَنْتَهِيْ بِقَوْلِهِمْ بَعْدَ الكَلَامْ ؟
ويَضَعُوا لِيْ السُّمَّ فِيْ الوِسَامْ ..
ويَسْتَصْغِرُوا حَرْفِيْ كَصُغْرِ السَّنَامْ ..
فَأَنَامَ قَبْلَ النَّومِ كَالنِّيَامْ ..
نَومَةَ مَوْتٍ بِلا قِيَام ..
لا ...
وألفُ " لا "
وألفُ " لا "
لأنَّ لِحِكَايَةِ الفُصُول عَوْدَة
كَحقِّ عَوْدَة النَّازِحِيْن ..