الثلاثاء، 4 يناير 2011

حِكَايَةُ عَودَة




كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ عَنْ مَحَلَّةٍ ..
كَتَبْتُ عَنْ أُغْنيَةٍ تُسْمِعُ الدُّنَا والسَّمَاء
وطِفْلٍ مَحْزُونٍ يَطْرَقُ بَابَ اليُتْمِ فِي العَرَاءْ
ونَمْرَدَةُ الوَحْشِ المُحْتَلّ أسْمَيْتُهُ بَـابٌ يُرَى
وكُلّ شَيءٍ وَضَعْتُ لَه اسْم الإِشَارَةِ هُنَاكَ وهُنَا
وكُلّ شَيءٍ هُنَاكَ يَحْكِي حَيَاة
يَحْكِي حَيَاةَ المَوتِ وَالأَنَـا

أوصَلَتْ رِسَالَتِيْ لِـقَومِهِم ؟
أمْ لا زَالَتِ الأَنْفَاقُ 
تُحْفَر للآفَاقْ !

أقَرَؤوا رِسَالتَي ؟
أم لا زَالَ كُلّ حَرْفٍ يُسَجّل رَقْمَ الإنْتِظَار
ليسيرَ بالنّفقِ إلى السّفينَة ثمّ إلى القطَار !

أَفَهِمُوا رِسَالتِي ؟
أمْ سَدّوا المَوَانِعَ والأَبْوَاب ..
وأَغْلَقُوا نَوَافِذَ السَّـحَاب ْ!
واعتُقِلَ حَرْفِيْ فِي الحُصُون ..
وادَّعُوا تَسلّلهُ لِـلْجُفُون ْ..!

أوَصَلَـتْ رِسَالتِيْ ؟
أمْ شَكَرُوا خَاطِفِي ..
وقَيّدُوا هَاتِـفِي ..
وكَرّمُوا عَدوّ عَارفِـي ..  

أوَصَلت رِسَالتِي ؟
أيْنَ الذي قَالَ كَفَى وكَفَى..
وادّعَى مَنْعَ التَّجَوّلِ فِي القَفَى
وأسْكنَ قلَمي في الهُجْرَانِ ونفى ..
صِلَتِيْ بِدمِ المُسْلِمِينَ وَ وَفَـا ..

أيَنَ وَفَاءُ الجُنُونِ ..!
أعَيْبٌ أنْ يَقَرأَ قَلَمِي هَاويْنَ الرَّدى !
بلسَانٍ حدَى 
بـ(ويح) و (تباً) وذمٍ شدَا .!


هُمْ أَرْوَاحُهُم 
سَكَنُوا عَلَى الخَرَائِطْ 
رَسَمُوا شُعُوبُنَا بِأقْلامِهِمْ 
بِدَايَتهُمْ قُدْسٌ ونِهَايَتِهمْ سُوْدَان .
بِدَايَتهُم دَارْفُور ونِهَايَتِهِمْ قِسْمَانْ .
بِدَايَتهمْ غَدرٌ ونِهَايتهمْ هُجْرَانْ .
بِدَايتهمْ تَخْطيْطٌ لإسْلامٍ مُهَـان . 
ونِهايتهمْ أَصْوَاتٌ عَلَى مَائِدَةِ الحَرْفَان 


حَرْفَان ببدئان 
" اسْتِفْـتَاءْ ..اسْتِفْتَاءْ .. "
مَنْ يَرْفَع الأَيَادِيْ بِانْقِسَام السُّوْدَان ؟
ثم انقسَام في الجِوَارْ 
لِلْأمَانِ انقِسَامْ 
ثمَّ إلى أيْنْ ؟




أَوَصَلَتْ رِسَالتي ؟
أمْ سَاعِيْ البَريْدِ قُتِلَ قَبْلَ الوُصُولْ !
وقَطَعُوا وَصْلِيْ بِه فِي الحُقُول ..
وقَرَأُوا خَبَراً عَاجِلاً قَبَلَ الفُصُول ..
قُتِلَ لأنَّه يا مَعْشَرَ قَومِهِمْ ..
يَحْمِلُ رِسَالةً 
إرْهَابِيَّةً مِنْ جَهُول ..!

أَوَصَلَتْ رِسَالَتِيْ ؟
أمْ للنِّيَاحِ مَوَاطِن الصِّيَاحْ ..
وَجِدّ قَوْلِيْ يَفْهَمُوهُ مُزَاحْ ..
ولِغَدْرِ الحَرْفِ حِلٌّ مُبَاحْ ..
 فَيَزْدَرِؤوا قَائِلُ الوِشَاحْ  ..!

أأَنْتَهِيْ بِقَوْلِهِمْ بَعْدَ الكَلَامْ ؟
ويَضَعُوا لِيْ السُّمَّ فِيْ الوِسَامْ ..
ويَسْتَصْغِرُوا حَرْفِيْ كَصُغْرِ السَّنَامْ ..
فَأَنَامَ قَبْلَ النَّومِ كَالنِّيَامْ ..
نَومَةَ مَوْتٍ بِلا قِيَام ..

لا ...
وألفُ " لا "
لأنَّ لِحِكَايَةِ الفُصُول عَوْدَة 
كَحقِّ عَوْدَة النَّازِحِيْن ..








الأحد، 2 يناير 2011

بلا ملامح


()

بلا ملامح 

وقفتُ على عتبَـاتِ الأمانـي
أجاورُ ترقيم قلم اعتاد على وضعِ خطين متقاطعين
كأني أحد المهرجين الذين يرتدون أحد القبعات السّـت
أمثّل دور السّـين وأعملُ له العينُ السّـوداءِ المتجهّمة
لأن كل ما حولي بلا ألوان ولا أشخاص ولا معالم
فالدار التي تقطن في أقصى المدينة هيَ نفسها الدار التي أدناها

ولون البياضِ اختلطت معالمه بلون السّـماء التي لم تعد لها لونٌ أيضاً
لم أشأ أن أضَع لأقطوعتي هذه صورَة
لأني لستُ أنا التي أرسم الصّور بريشٍ دامعَة ، كأنها لم تعرف إلا البكاء فقط !
ولستُ أنا التي أتبرّع بأحرفي لأجلِـها وأسخّر الستين ثانيَة لأقطف أزهار هائي ونوني لأهديها
لستُ بتلكَ التّفاهة التي تجعلني بلا ملامح لأجل ملامح صورة لا تقربُ لفصيلة دمّي الموجبَة

أنا صوري في ذاكرتي ، وذاكرتي لا يرسمها أحد غيري  ..
ولا عجَبَ إن تركتُ كل شيء على حسَاب كل شيءٍ لأجلِ مرسمتي التي أصنعها بنفسي
وأدوّن بها ذاتي صافية لا يتخلّلها شوائبٌ وعاهاتٌ تقطن وسط الضّنك والعتاب .

إنّني جئتُ اليَوم يا دنيَا أقول عن كل شيء بداخلي شيء
فإني أعلم أني تركتُ دفتر تحضيري وملفّ عرضي لأجلِ عمري
فما عمري إلا سيفنى .. وسأكتبُ قبل الفناءِ دفترٌ مسلّـك وضعتُ به فصيلة دمي فقط
فالذي يحويني كثيرٌ وكثير ..

أوّد إعلامهم أن ليسَ كل من كتبَ عن نفسِه أنانيّ
وليس كل من يمسك قلم ويفتح ورقة وينشر لمداده أناني
وليسَ كل من يقرأ لعالم نووي أدبي ويتفنّن في شراء كتبه أنانيّ
وليسَ كل الذي يحاول القرب من قلمه ويستنزفه قبل الفناء أنانيّ

أين من قال أن فلسفتي لا تنفعني ؟
يروي لي أي فلسفة تلك التي نفعته بمقتي !!!