ضمائرٌ مُـستَـترة



ضمائرٌ مستَـترَة 

باسمكَ اللّهم ..
هنَا رسائِل إلى الضّمائِـر المسْتَـترة
تشمل جميع أنواع المفاعيل المرفوعَة والمنصوبة والمجرورة وحتّى التي تلتزم الصّمتَ بعلامَة السّكون
فلن أترك ميم الجماعَة الذي يمثّله العظيم أبي ثم أشقائي و كل من يدخل في هذا النوع
ولن أترك نونُ النسوة التي تمثّلهم أمي حفظهَـا الله ثم أنا وأخواتي وإلى كل أنثى
ولن أترك الجمادات والجدران المعلّقة والبيبان المزخرفة وكل شيء يستحقّ الحديث إليه
وكل شيءٍ يتمتّع اللسان خطابه بضميره ..
لعلّـها إذا انتهت الضّـمائِر أن أنشرُها في كتابٍ بلبسٍ أنـيق وذوقٍ جديد
تحفّه النوافذٌ التي تتلوهَـا علامات الاستفهام والتعجّب
وتحويْـها الخطاباتُ البشريّـة التي تعلّق بجانبِ النوافذ
لن أطيل فمعَ كل جمعةٍ وأثنين أكتب ضميراً ..
وربّما كان الوقتُ يكون لها كل الوقت ..

لا أستغني عن تشجيعكم فما زلتُ أحوي ضميراً إنسانياً مبتدئاًً =)







(1)

أتمنى لكَ التوفيق

إليكَ فأنتَ يهمّك أمرك ، ويهدّك حزنُـك ويضحككَ فرحك
فلن يواسيك بتلكَ الدّار مدادُكَ المبعثَـر على الثرى ، ولا فوضويتكَ السّاكنة لكل معاني لا ترادف الخير
أوصيكَ كما أوصَى صاحبو الأقلام أقلامهم
بحفظِ يدٍ تُمسكُ بك دوماً ، متشبّثة بجذعكَ المائِـل
تخافُ عليك من وضعكَ مسطرة لهواة الإحباط ومشتقاته
وتخشَى من جعلكَ واقفاً بلا أصبعين في علبة كغيركَ من الأقلام
اتقِ الله .. و استنزف دماء تتغذى عليها لأجلِ معروفٍ يحمله الأجر بل لأجل أجر كبيرٍ مستتر
لا تقبَع خلفَ من يسمّون بـ " المشاعريّون " الذين لا يحكونَ إلا لأنفسِهم فقط
وكأنهم يعيشون لوحدهم على الدنيا ، ولا تكن مثل الذين يشحذون عواطفَ البشر ويسرقوا قلوبهم قبل أقلامهم
فيستجدونَهم بالبُكاء والحزنِ والكآبة والحيلِ المصطنعة ..
إنّـكَ يا هذا قلبي .. فإن قرؤوا البشر خطاك ,
واستلذّوا بما كتبت فإنهم قبلَ كل شيءٍ يقرؤوا ما يقوله قلبك ويحكيه لهم
فلا تبعث جميع رسائِلك وكل ما تشعر به التي تفهمهم بأنك لستَ أنت ،
أو تحكي لهم حكايات لا تنفعهم ، فتخسرُ نفسك قبلَ كل شيء .
بعثني الله معك وخلقني لأكتشفكَ ضمن قائِمة مواهبي ، لا لألعبَ بمدادكَ وأضعه طابعة لصور الشّر ،
أو أتركُك ، بل لأكون معك وتكونَ معي لأجل دارٍ صنعَها الله لي أسكن بِها ربما بسببك ،
أتمنى أن لا تخسر تلك الدار بهفوة قيلَت عنك ، أو جزمٍ لقلبِ كان المفروضُ منك رفعه ،
قلَمي : من كل قلبي أتمنى لك التوفيقَ


(2) 
اسمكَ رباعياً 


خطواتك ألفاً و اسمكَ رباعياً وسجلّك ثلاثياً وقلبك واحد
إنّك إذا لا تتحدث عن الأعداد المزمجرة والحسابات المتبوعة بفواصل الكسور 
بل تتحدث عن قلبٍ كان المفروض منك أن تملؤه بكل شيء ليصبح لك العشرات فيه من أمانيك
دعِ الرمال تخلّد أثرك ، والصّحراء ترتوي ماءً حين تراك ، والجبَال تشق الصعود 
والرياح لا تهدّ الصّمود ، والبحار تصنع السّفن ، والضّجيج الفاتر يسكّن المنازل 
بخيَالك يمكنكَ أن تغير العالم كما تشَاء ثم تعود إلى الواقعيّـة مرة أخرى 
ولا بأسَ أن تحلم وتحلم فالأحلام ليسَ لها ثمن ، ولا دول ، ولا قارات 
ولا محاكمٌ دولية ولا شوارع ولا إشارات ولا قرى 
لأنك تملكه لوحدك ، لن يستطيع أحد يعاتبك عليها أو يحاسبك تقصيراً 
يا أيّها القلبُ إنها حيـاة واسِعة بلا أسوار ولا طرق 
لكَ أن تعيشَ إلى ما تريد ولا تكترث منها ..
ولأنك تستطيع ذلك كلّه ، بإمكانكَ أن تغيّـر الكثير بنقطتان رأسيّتان تتبعهما قوساً إلى اليمين
وأعيد مرة أخرى أنكَ بالقليل  تستطيع أن تغير الكثر .
:) 


(3) 
ضجيـج رغم الهدوء 
ألتفت يميناً ولا أجد سوى أوراقٌ وأرقام 
وجمعٌ وترتيبٌ وقلمٌ أحمَـر وخطوطٌ زرقَاء 
و x يمتلئ مدرجات الأسئِلة 
ثم يساراً لأرى جهازا وأسلاكٌ كهربَائيّة والعديد من الخطوطِ المحتدّة منذ أمد 
وأما فوقاً فإضاءة غرفتي المتعبَة والمنهكَة من أثر السّـهر الذي لا يرحَم 
وشقّها المتوفي منذ سنوات لترى بعينٍ واحدَة 
وأما تحتي حقائبُ ممتلئة وأخرى فارغَة تنتظر التعبئَة 
آه كل شيء هنَـا ملــيء بالضّجيج 
غير أني لا أسمع شيئاً سوى طقطقاتُ لوحة المفاتيح 
التي أكتب بهَا هدوءاً عن العاصِفة وضجيج نارها ..
كل شيء يبعث الضجيج 
حتى هدوء الأصدقاء وغيابهم يبعث لي ضجيجاً بـفقدهم 
وسكون الأوراق المبعثرة يشيرُ لي أيضاً بضجيجِ العمل وتراكمه 
أدخل وأخرج بعلامات الإستفهام ؟
والآن تسجيلُ خروجٍ من بوابة الإنترنت القاسية 
إلى تسجيل دخولٍ نحوَ ميدان العمل المرهقة 
حتى سريري يشتكي فلم تعد وظيفته نومي عليه 
بل أيضاً حمله لأوراق وظيفتي 
تمسون على خير 


(4)
الفروق الخمسة بعد المائَة 


عدّ الفروق بين الصورة والصورة التي تراها في المرآة في كل تصبيحة 
 ثم ابتسِم بإعطاءِ ظمائِرهم بسمات البراءة لمن يستحق
عد الفروق ثم ابتسِـم كريما بالعطاء لليتم الذي لم يرتدِ الحذاء
في الوقتِ الذي فيه أنتَ تستعدّ لحضورِ حفلة بقدميك الرفيعتين 


عدّ الفروقَ بينَ العظم والعروق 
عدّ الفروق بين عدّ الفتى للحصى
وعدّك لحبّ الشبابِ في الشّروق 
آه للأمس رسى معالم الضّياع 
والبرد قسى على الطفل حلّة الشراع 
عدّ الفروق عداً وأعط الحقوق حداً 
أين الذي قال " كافلا هنا "؟
فلينهض من هاهنا ! 
أين الذي حسابه ربَاح ؟
بينَ مدينة الكرام والسيّاح ! 
أخرج من ذاك موقدا 
وزعم الحب مننشدا ! 
دلّوني عليه ..
أجر له بحراً تيتّم بدمعات الطفولة 
وملابسٌ ارتداها بهيئة الكهولة 
دلوني عليه ..
أهدي له مرآة يعدّ بها الفروق بين الصّورة والصّورة 


( 5 )
نباتٌ كغراس يانع
مدينةٌ تسَاقطَ من سماها المطر ، والأرضُ ابتلّت برشفات المطَر 
والقلوب اليوم مطراً على مطر ..
( مقهَى الأربعاء ) 
قرأته على عجَل ،، 
مالذي يمنعني للمجيء له ؟
قد كانت لتجربة القلوبِ سلاماً وتحية 
تثمر على ألسنتها شهدٌ وتكبيراتُ أبيّة 
هل قلبي جرّب ؟
وأجوبة عازمة للمجيء لملتقَى يجمع بينَ الإخاء وشقيقه الصّـفاء 
صدفة وصلتُ بسيارتي بل أقصد بقلبي أيضاً 
إلى موطنِ النّباتِ .. والأرضُ الخصبَة 
التي تعلو على هامة زهرها أرجٌ وتوفيق 
ولقاءُ الصّديقة بنت جامعتي التي احتضنتنا سوياً 
وثاني صدفة ثم ثالثها الذي ابتدأتها بتساؤلي 
هل لي من مشاركة في " المقهى " الأسابيع القادمَة ؟
أجابت : لماذا لا يكون اليوم ! والآن ! 
كيف .. لم أعد شيئاً .
في كل شيء وفي لحظة مجيء تقرر كل شيء ! 
كنتُ قد قررت أن أكون قبلَ المجيء كأحد الحاضرات تصفّق للنجوم 
وإذا بي أُصبح نجمةً يُصفّـق لي 
ولأنّـه أول وجودٍ فقد أرادَ ربي بي خيراً 


تفاصيل وسط الثنايا المستبشرة 
ما زالت تمطر 








وما زالت الضّمائر تترى 
وما زالَ القلم يحاول نزفَ ألوانه 
انتظروا الضمير الآخر ... إلى حينِ الوصول  أستودعكم إلاهي 

هناء حسن