الخميس، 24 مارس 2011

وطن الفرح


.
سلامٌ كسَلامِ أهلِ الجنّة 
ترسِلهُ حمامَة الجنّة ، 
مضمونهُ الجنّة .

سلامٌ لا غلّ فيْه ولا حسّد ..
ولا بغضَ ولا كرْهَ ولا حقدْ ..

سلامٌ لكلّ الخَيالاتْ النّابضَة بذكرِ الجِنَانْ .
لكلّ الخيَالاتِ الوَارفَة بنسَائِم الرّضوانْ ..
لكلّ الدمعاتِ على الأهدَابْ ..
لكلّ شيءٌ كانَ سبُبه جنّة .. 
لكلّ شيءٍ يحويْه جنّة وخيَالُه جنّـة ..

سلامٌ طويلٌ لا ينهيهٌ قصرُ الليل ولا طول نهارْ ! 
سلامٌ لكلّ قلبٍ وروحٍ تعيشُ معَنَا وهيَ من أهلِ الجنّة من حيثُ لا نَشْعُر ..
ومن حيثُ لا نقفه ولا ننتبِه ! ومن حيثُ لا ندريْ ومن حيثُ كل شيء ! 
سلامٌ لأحبابِ الجنّة مادامتْ على رؤوسِكم شمسٌ تشرقْ كل نهارٌ 
وبدرٌ ينيركمْ كلّ ليلٍ مظلمٍ حالكِ السّوادْ ..
سلامُ لنورٍ ألقَاه الله في قلوبِكم .. وحفظَ لأجلِه الكونَ والدّنيَا والحيَاة والعيشْ ..

سلامٌ ماعاشَتْ كل الفصُول وكل الأعمارُ وكل القواميسٌ 
ومادَامْ لأجلِهَا جنّة ، عاشَت في القلوبِ وأنعشَتهَا بعظيم ذكرِهَا ..


ثمّ أهلاً بكمْ في خيَال وَطنِ الفَرَح الصّغيْر ..
لكمْ في الدّنيَا خيَالٌ في خيَال .. حلالٌ عليْكم إلَى ما لا نهَايَة ..
احلموا وتمنّوا وسَافرواْ ثمّ هاتيْكم أحلامكمْ نقرأهَا .. 
لنقرأ عن الجنّة شبهُ أحبارٍ تزيدُ من أشواقنَا للسّفر الطّويلْ ..
نرمّم بِهَا أمانيْنَا السّاقطة على ذكرِ اللّاشيءْ ..
نعرفُ بِها قيمَتُنا وقيمَة أرواحنَا التيْ عبِثْنا بِها سنينْ 
تذكرونَ أوقَاتنَا الضّائِعة في غيرِهَا ، وأفعَالنَا التّافهة في غيرِهَا ..

دعونَا نحلُم سوياً ونثَابرْ لنجمَع مذكّراتُنا قبلَ الرّحيلْ ..
لأنّنا فيْ الجنّة سنعرفْ كم حجمِ تفاهَة هذا النعيْم بنعيمٍ جديْد 
كم سنتذكّر ف الجنّة حقارَة عتابِنا لأصحَابِنا وأحبابِنا ..
كم سنتذكّر تفاهَة خصومَاتِنا وحبّنا لأنفسِنا ..

سنتذكّر أن الجنّة أعطَتنا الفرَح أضعافْ 
وسلبَت منّا الهمّ بأضعافِه .. وزرَعتْ لنا وطناً كنّا افتقدنَاهْ في اللا دنيَا ..

اجْعَلوا منْ ذكر الله ذكرٌ للفرْدوسْ بالمسْكنِ الأعلَى ..
اجعَلوا من القرآنْ ذكرٌ لرؤيَة الجليلْ ..

مهلاً ..
توخّوا الحذرَ من مطبَاتٍ الخروجْ عن الجدّ والاجتِهادْ 
والتيْ تصيبكم بوهم النعيْم الزّائِل وَالتمنيْ المفروغ من العمَل ..


()
.
.
.