الثلاثاء، 18 يناير 2011

حنايا





(1)
..
تحدّثوا عن القمَر
عن مضمونِ الزّهَر
عن كل شيءٍ يحاكي الجمال ..
يحاكي نقاء الماءِ في النّهر ..

تحدّثوا عن الحبّ والحنين
عن رجال السنين ..
عن حزنٍ همَـر ..

بينَ قلبٍ نقيّ
وبينَ  أضلاعِ
سكنوا اهتزازَ الشّراع
على المركبِ
هناك الأصحابُ سمر ..

..

(2)
هوَ العطرُ في الهوَاء ..
وَ الرّؤيا في منام الأحلام ..
وَ الحلوى في مرّ الطّعام ..
وهوَ الإنسَان للإنسَان .
والصّمتُ في الكلام ..
والسّكونُ في الضّجيج ..
هوَ الوردُ في الأحضان ..
هو قلبُ الخيرات ..
وخيرُ القلوب ..
هوَ الأمَــــل

أيّـها الباكيْ لأجلِ الفرَح ..
أيّـهَا المتواضِع بغرورِ المرَح ..
سر نحوَ ذاك الصّوت
سر نحوَ حداءِ المروج ..
واكتب للبحرِ قصّة الجفاف
قصّة يبسٍ غطّـاه موج ..

(3)
حينَ ألجم في الغيابِ بمعجزاتِه
اصحبَ للدّنيَا خيراتـه بباطنِ الوريد
بباطنِ سكنَ كرشفَة ماءْ يتخلّلها فقاعاتُ هواءْ ..

غدا مستقبله الذي لا يفنى بموت جسَـده
غداً مستقبله الذي يبقَى وإن رحَل ..
يُكتَبُ بأثر مسيرِه الذي لا تزيحه الرّياح
مستقبلٌ يبقَي مسمّاه مخلّداً .. وقلبه معلّقاً في القلوب .

سبحَان من خلقَ وفرَق ..
سبحَانَ من خلَقَ ذلك النّور الذي تطيرُ منه العصَافيرُ فرحاً ..
سبحَانَ من خلَقَ ذلكَ الظّلام الذي يزور فيه قمره كل مسَاء ..

يا صبَاحات القلوب .. التي ظهرَ القمريّ  في وضحِها
مترجمَة لفأِله المخبّئ بين الحنايا الهازلَة
بينَ الحنايا التي شكتْ يوماً عن تجهّم الدّموع
عن سرايَا بقَايا وحفنات تلوع
عن سَماءٍ كسَاها عناء .. ماتَت قبلَ الولادة ..
وعاشَت قبلَ الحيَاة .. .

يا صبَاحاتُ الورودِ التي تتفتّح تحتَ القمريّ الزّاهي
فوقَ السّواكنِ والفصُول .. فوقَ طيّاتِ الورَقِ ..
تحتَ الأنوفِ الحمُـر ..

تُـسقى من مدادِ ..
وتلوّن بألوانِ الفصُول الستّة ..
و تُوضَع قيدَ الاستعمال للقلبِ مرّة أخرَى ..

يا صبَاحاتِ الدّموع اللّذيذَة ..
التي تسكن على خدودِ قلبه المستبشِر ..
دموعُ الفرَح التي طهّرت بشرَة المذنبِ ..
كالماءِ حينَ الوضوء ..كالسّقيَا للارتواء ..


(4)
إنّنا السّامرون على معازفِ الأمل ..
من شرابِ التّقوى .. من طعامِ السّلوى ..
من دموعِ الأجَـل ..

إنّـنا السّاكنون خلفَ الأبواب ..
كالقلبِ العميل .. يفتح الرّحـاب ..
كـ ورقَة مختومة بالزرقَة ..
مختومةٍ بلونِ الأفقِ المهَاب ..

إنّـه المسلِم ..
وإنّـنا المسلِمون .
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق